إسلاميوا كليميم..والضحك على الذقون

لا أعرف أصلا لهذه الكلمة إلا أني أعرف أنها تقال كناية عن من يحاول أن يقنع الناس بأحابيله و قصصه الكاذبة التي لا تقنع أحدا، بل مجرد محاولته إقناع الناس بها يعد نوعا من الضحك على ذقونهم و استصغارا لعقولهم و أفهامهم ، و أعرف كذلك أنه ما نسمعه كثيرا عند الكتيبة الإسلامية التي تجندها حكومة بنكيران للدفاع عن برامجها و خططها المشبوهة ، هذه الكتيبة التي يتطوع فيها كل من له إستعداد على الدفاع بشتى الأساليب عن هذه الحكومة وإقناع الناس زورا بأن العصر عصر إصلاح. يحاول هؤلاء تسويغ بعض الأفكار كأنها حقائق ، و يداومون على سردها و تكرارها حتى يحسبون أنها غدت مسلمات , و كأن القضايا تكتسب صدقيتها من تكرارها ، متناسين أن الحق لا يتحول كذبا و أن اليقين لا ينقلب شكا مهما كرره البعض و دافع عنه . المقدمة المفضلة لدى هؤلاء " لخوانجية" و التي يظنون أنهم من خلالها سيوقفون زحف ما يسمى  الربيع العربي على مشارف المغرب دون أن تتأثر به ، فيقولون إن حزب العدالة والتنمية هو صاحب أول ثورة ربيعية لأنه جاء بعد ما يسمونه " أول إنتخابات ديموقراطية تجرى في المغرب"، متناسين أن  إخوان بنكيران إختطفوا الثورة الشعبية التي كانت الظروف مهيأة لها و الاحتقان على أشده ، فآثروا أن "يضحوا بمعاوية و ينجوا بجلدهم" أي أن ينسوا كل ما كانوا يتشدقون به أيام المعارضة والظفر بحقائب وزارية قد تعوضهم سنوات من " شرب الحريرة" و"أكل كاسكروطات" وجميع الأشياء التي كان يوهموا الناس بها كي يبينوا لهم أنهم " ولاد الشعب" ، فوجدت فيهم الطبقة الشعبية البسيطة متنفسا مما كانت تعيشه ، و تعاملت معهم بحسن نية وسذاجة متناسية أن الإسلاميين يطبقون حرفيا ما ورد في كتاب "الأمير" لصاحبه مكيافيلي  أن " الغاية تبرر الوسيلة" لذا فلا مانع من الضحك على ذقون البسطاء طالما أن ذلك سيوصلهم إلى تحقيق أهدافهم بكل أريحية وسهولة لكي يكونوا هم أحفاد الإمام البنا في المغرب. يتشدق هؤلاء بمكافحة الفساد و يعدون الكثير من الخطوات التي قيم بها من أجل ذلك ، و عندما تتابعهم في طرحهم تجد أن جميع هذه الخطوات تضرب في الصميم ما تحقق من مكتسبات طوال عقود بل أن البعض من هذه المنجزات تحقق في سنوات الرصاص التي لم يكن أحد يملك الجرأة على معارضة سياسة الحكومة،فبدأت هذه الحكومة الموقرة بضرب مجانية التعليم كأحد أهم الخطوط الحمراء التي ناضلت من أجله أجيال وسالت بسببه دماء طاهرة،زد على ذلك إنهاك القدرة الشرائية للمواطن من خلال الزيادة المهولة في أثمنة المحروقات ناسين أو متناسين أن ما عرف بإنتفاضة الكوميرا بالدار البيضاء سنة 1981 قامت بسبب " ربعة دريال". إنهم يعيدون نفس الخطوات التي إتبعها إخوانهم في دول أخرى كتونس ومصرو يصفون الحالة الراهنة للملك بأنها مثالية فما قاموا به أكثر من ممتاز ، ويحلفون له جهد أيمانهم أن الدول الأوروبية و الاسيوية سترسل وفودها للاستفادة من تجربتهم و كما يضحكون على ذقوننا يضحكون على ذقنه طبعا. كل هذا يقولونه و يفعلونه ، و نسكت عنهم لأنهم سبق و فعلوه أيام كانوا " بركاكة للمخزن" و يوصلون الأخبار للمخابرات عن تحركات أقطاب اليسار في عز أيامه في الجامعات المغربية ، إلا أن الشيء الذي لا يمكن الصبر عليه ، و لا السكوت عنه ، هو أنهم صاروا يقولون إنهم معروفون بالصدق و عدم التزلف و أن الشعب يعرف أنهم لا يطبلون و لا يصفقون لأحد ، وأن من يبدي ملاحظات اتجاه طريقة حكمهم فهو فقط هدفه عرقلة " مسيرة الإصلاح" والتشويش على عملهم ، وهذه أم الأكاذيب التي لا يمكن السكوت عنها ، فهم ربما لا يعرفون أن الذاكرة الجمعية للشعوب قوية و لا يتسرب إليها النسيان و أن التوثيق الحي صار سهلا جدا ، و أنه في دول الجوار بدأ الناس يحاكمون على مواقف مضى عليها عشرات السنين ، و كما أن الثورة إذ حدثت " لا قدر الله" لا راد لها ، فإنهم بأسلافهم لاحقون . على من يحسبون أنهم يحسنون صنعا في تأييدهم لحكومة الإسلاميين  أن لا يرهنوا البلد في الأكاذيب ، عليهم أن يوجهوا  الحكومة ورئيسها حتى يتم تدارك ما يمكن تداركه ، فالوضع حرج ، و الأزمات تحيط بالمغرب من كل مكان ، و المد الثوري أصبح أسهل من إشعال عود ثقاب . مناسبة عودتي للحديث عن حزب العدالة والتنمية هو ما أثار إنتباهي في مدينة كليميم،حيث أنه مباشرة بعد حصول حزب العدالة والتنمية على الرتبة الأولى في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة" وليس على الأغلبية كما يظن البعض" صدر قرار من الامانة العامة للحزب يطلب من جميع فروع الحزب الإقليمية والجهوية تغيير مقرات الحزب صوب المواقع الإستراتيجية في المدن مهما كان ثمنها وذلك لزيادة كسب المزيد من الشعبية وهو ما تم بالفعل حيث عكف جميع  الكتاب الإقليميين للحزب على " الرحيل" نحو المناطق التي يرونها إستراتيجية. المفاجأة التي بنظري لم تكن عادية وتحمل أكثر من إشارة هي أن الفرع الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بكليميم حول مقره من شارع المسيرة قرب مبنى بلدية كليميم " وهو موقع ممتاز بإجماع الكل"  نحو "شارع جديد" الذي يعرف على أنه يشكل إلى جانب شارع الخرشي المعقل الطبيعي لقبيلة أيتوسى عموما. خبايا هذا القرار تعني ان القيادات المحلية للحزب  تعتبر هذا الموقع الجديد جذابا على المستوى الإنتخابي،حيث أنها تفحصت إحصائيات الإنتخابات البرلمانية الأخيرة والتي صوتت فيه مراكز الإقتراع لساكنة هذه الأحياء على الحزب بنسبة وصلت إلى 70%  خصوصا على مستوى اللائحة الوطنية وإلتقطت بالتالي إشارة مفادها أن هذا الحي والاحياء المجاورة ذو الكثافة السكانية الإنتخابية الكبيرة قد يعطي حظوظا وافرة للحزب في حصد مقاعد إنتخابية في الانتخابات الجماعية القادمة إن إستمر نفس التأييد الذي لوحظ خلال إنتخابات 20 نونبر الماضية. أقول للقيادة المحلية لحزب العدالة والتنمية على مستوى مدينة كليميم: لقد كان تقديركم خاطئا للوضع على مستوى شارع الجديد،وأن من صوت لكم  في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة لم يكن ذلك من قناعة سياسية واضحة بل أن جل " إن لم أقل كل" هذه القاعدة الإنتخابية كان صوته ضحية سذاجة فكره لأنهم حين صوتوا لكم لم يكن ذلك حبا فيكم بل عقابا للاحزاب التقليدية الأخرى وفي أحيان كثيرة كنت ألقى التساؤل من بعض هؤلاء ببساطة ممزوجة ببعض السذاجة بقوله: واش هاذ العدالة والتنمية هوما إخوانيين ياك وكيلتازمو بالدين؟! كنت أجيبهم: نعم كايديرو اللحية ولكن الإلتزام بالدين ما نعرف !!! أبشركم يا جماعة " اللحايا" بحملة إعلامية وميدانية شرسة من مجموعة شباب همهم تنوير الساكنة المحلية بخطركم كأحفاد لما يسمى بالإخوان المسلمين،هذا التنوير وكي أكون صريحا ستستعمل فيه كافة الأساليب الفكرية الشرعية وغير الشرعية طالما أنكم أنتم أيظا ستستغلون لا محالة تدبيركم للشأن الحكومي في الإستفادة من كل ما قد يمنحه لكم ذلك من إمتيازات إدارية.. وستكتشفون أن تقديركم كان خاطئا جدا... ملتقانا إذن مع الإعلان عن تاريخ الإنتخابات الجماعية المقبلة.