طبعاً من المؤكد أن الجميع يشاركني الرأي بأن ذكريات الدراسة لاتقدر بثمن, حيث الصداقة الصافية والشقاوة البريئة, حيث بداية الاعتماد على النفس وتعلم بعض الدروس من الحياة قبل تعلم الدروس المقررة
كثيراً ما أسرح بفكري بعيداً وأرجع إلى تلك الأيام محاولاً أن أعيشها مرة أخرى, أتذكر فيها بعض نصائح الأساتذة التي أبت إلا أن تعلق في ذهني, وبعض المواقف الطريفة, وأخرى سيئة...  ونزولا عند إلحاح بعض الأصدقاء دعوني أخبركم ببعضها في هذا المختصر:
1)  أفضل مرحلة تعليمية درستها؟                                   

أفضل مرحلة درستها هي وبلا منازع, المرحلة الثانوية
أعتبرها حتى الآن أفضل فترة عشتها في حياتي! قد يعتبرها البعض مبالغة ولكني فعلاً قضيت فيها أجمل أوقات عمري, خصوصاً مرحلة الثاني ثانوي, حيث أن الفصل كان مكوناً من ثلاثين فقط .. تسعة منا كنا ذكورا والباقي كلهم  إناث... 
كان شعوراً رائعاً جداً عندما ترى أن كل من يحيط بك هو صديق مقرب جداً لك ( قبل أن تتقلب القلوب وتتغير النفوس)
لا أزال أتذكر لحظة الخروج من القسم, نخرج جميعاً ونتجمع عند حديقة صغيرة مجاورة لثانوية باب الصحراء ..نجتمع ونتحدث, تأخذنا الأحاديث ولانحس بالوقت خاصة في يوم الأربعاء حيث نذهب جميعاً بعد ذلك إلى أحد المطاعم لتناول وجبة خفيفة ونزعج الجميع بمزاحنا وقهقهاتنا. 
ثم يرجع كلٌ إلى بيته مرحا ومستبشرا لإحساس كل واحد منا بحلاوة الصداقة الحقيقية
فهل تلوموني عندما أجعلها مرحلتي المفضلة ؟

2) أسوأ مرحلة تعليمية مرت علي                        

لا أعتقد أن هناك مرحلة دراسية “سيئة” قد مرت علي, ولكن هناك مراحل أفضل من أخرى بالتأكيد
فإذا كنت سأختار المرحلة الأقل تفضيلاً بالنسبة لي, فأعتقد بأنها ستكون المرحلة الإعدادية....
لم أتذكر الكثير في هذه المرحلة, هناك فقط شيء واحد مهم جداً وهو أني تعرفت على أحد أعز أعز أصدقائي فيها وفعلاً الحمد الله على أن التواصل بيننا ظل متواصلا لحد كتابة هذه السطور رغم بعد المسافات بيننا لتواجده بالديار السويسرية..

3 )أفضل المدرسين الذين مروا علي                            ؟

هناك عدة أساتذة كانوا قريبين جداً من قلوبنا وأثروا شخصيا في حياتي .. منهم أساتذة التربية الإسلامية, الأستاذ عبدالله المن.., الأستاذ رشيد .....
كما أن هناك أساتذة لم يكن لهم وقع كبير على قلوبنا ولكننا أحببناهم كثيراً مثل الأستاذ السقلافي ( فلسفة ), والأستاذ جواد ( تربية بدنية ) حفظهم الله وجزاهم عنا كل خير
أما بالنسبة للمرحلة الجامعية فطبعاً واجهت الكثير ممن يسمون أنفسهم دكاترة ولكنهم للأسف لا  يستحقون لقبهم هذا.. ولكن قلة منهم كانوا دكاترة حقيقيين وكان لهم أثرهم علينا.. منهم الأستاذ الرائع الحياني إدريس ( المسطرة الجنائية والقانون الجنائي ), والدكتورة فتيحة المعاشي ( تخصص القانون العام)
من المؤكد أني نسيت بعض المعلمين الذين مروا علي في مراحلي التعليمية والذين كان لهم أثرهم الكبير علي, ولكن جل من لا يسهوا .. أليس كذلك؟

4)أحب المواد إلي                                                    ؟

لا أعلم إن كنت فعلاً قد أحببت مادة معينة في حياتي الدراسية ( قبل الجامعة ) حيث أن اهتمامي كان بالغالب حول اللغة الفرنسية وكما نعلم جميعاً أن مناهج التعليم في المدارس أقل ما يقال عنها أنها ضعيفة من حيث منهجية التدريس.
ولكن أتذكر أني كنت أحب قراءة الكتب القانونية والمجلات السياسية, حيث كنت أحس بأنها تتكلم عن شيء حقيقي ومهم في هذه الحياة وليست مجرد مواد عادية مثل غيرها, بل أجد فيها راحتي لدرجة أنني أتحرر من الضغط الذي قد يتمخض عن الإمتحان عندما أكون مطالبا بها...
5 )أكره المواد إليك                                             ؟

الفلسفة :
كانت مادة مملة جداً بالنسبة لي, خاصة وأنها كانت تتطلب     حفظ   × حفظ ولم يبذل فيها الأستاذ أي جهد لجعلها ممتعة, مع أن ثانويتنا كانت معروفة بريادتها من حيث جودة الأساتذة الموجودين فيها...كنت أحس بالملل عندما أسمع الأستاذ يتحدث عن عالم المثل ومملكة أفلاطون..

6 )آخر شهادة علمية حصلت عليها , وتخصصك               ؟

آخر شهادة هي شهادة الإجازة في الحقوق..والتي لا أعتبرها هدفا في حياتي  بل الحصول عليها مجرد وسيلة للوصول إلى هدفي الدراسي المقبل وهو الحصول على شهادة الدراسات العليا المعمقة(الماستر)

7 )أطرف موقف مر علي في دراستي                          ؟

طبعاً المقصود هنا أطرف موقف في المدرسة وليس في حياتي الدراسية عامة ( أي خارج المدرسة).
لا يوجد موقف واحد أستطيع أن أقول عليه أنه الأطرف, هناك الكثير من المواقف الطريفة التي مرت علي في أيام الدراسة إبتداءً بالهروب من المدرسة, مروراً بتفجير المفرقعات داخلها, وصولاً إلى إرعاب إحدى التلميذات بوضع فأر داخل محفظتها..
طبعاً قد يعتقد البعض أني تلميذ سيء ومشاغب بسبب هذه الأفعال, ولكن هذا ليس فقط مافعلته في المدرسة
فهناك مشاركتي بفريق الإنشاد بالمدرسة, والمشاركة بالحفلات الختامية كل سنة ( تمثيل وإنشاد وتقديم ), وهناك الإشتراك بنشاطات التوعية البيئية, ودورة الرسم, والكشافة ( لم أستمر طويلاً بها ), وبعض النشاطات الأخرى التي لا تحضرني حالياً.
فمن ناحيتي أرى أنه من الجيد الخلط بين الجدية والمزاح, بين الإلتزام والتمرد, بين المواظبة على الحضور وبين الغياب المنقطع النظير... 
حيث باعتقادي الشخصي أراها تؤثر في شخصية التلميذ وتعطيه خبرة أكبر, وذكريات أكثر.


.
كانت هذه لمحة وجيزة عن ما واكب مساري الدراسي والشخصي  من ذكريات ظلت لصيقة بوجداني رغم مرور عديد السنين...و أعتذر على الإطالة

0 التعليقات

إرسال تعليق