أضحت المصالح الذاتية مقدمة على الانتماء , ومبادئ السنين تذوب سريعا في أول تحدي , كل ذلك نستحضره ونحن نطالع أشخاصا كانوا إلى الأمس القريب تحت خندق ما يسمى  النضال والصمود و " مقارعة السلطات " .
فرغم أنه ليس من  الغريب مسألة الترشح للإنتخابات  فهذا حق شخصي لأي شخص لا يريد الاستمرار في اللعبة التي كان يتقن حبك خيوطها, ولكن الغريب هو توقيت التقدم للترشح للإنتخابات ذاتها والأغرب منها المسببات التي أرفقت بها , فالبعض يبدوا بأن قلبه تحرك بعد أن كان متوقفا لسنوات عديدة , وبعد أن كان يدوس الشباب الطامح تحت قدميه إذا ما اعترضوا طريقه , بدأ يبكي الآن عليهم, مع أن هؤلاء هم أنفسهم من تحطمت أحلامهم على أيديهم .

كنت أتمنى لو أن بعض المترشحين الحاليين امتلك الشجاعة الأدبية واعترف بأن المرحلة الآن ليست مع من كان معهم لسنوات طويلة بدل أن يجعل الشباب شماعة يعلق عليها هروبه من موقع طالما كان فيه الجلاد , فكيف بالجلاد يتباكى اليوم على ضحيته , إنها مفارقات عجيبة , تجعلك تشعر بازدراء من أناس كنت تظنهم على مبدأ ولو كانوا مخطئين وإذا بك تكتشف سريعا زيف واقعهم الذي كانوا يتسترون ورائه , لست هنا من موقع المنتقد للوجوه الجديدة المترشحة في الإنتخابات ،ولا من موقع المدافع عن الوجوه التقليدية التي ألفت مسألة الترشح للإنتخابات , ولكني أناقش قضية خطيرة ألا وهي: لمن كان ولاء هؤلاء ولمن سيصبح , الأكيد بأن ولائهم هو لأنفسهم فقط , وأينما وجدت مصالحهم فهم إليه سائرون .
ما يجعلك تضحك على كل هؤلاء أن انقلابهم على مبادئهم خصوصا المنتمين لما كانت تسميهم السلطات ب " إنفصاليوا الداخل" كان سخيفا لدرجة لا يتصورها احد , فكيف يتمردون على مبادئ جعلتهم  يصلوا إلى ما وصلوا إليه ...ولولا انتمائهم إليها لما وصلوا إلى هذه الشهرة السريعة  , ولما أصبحوا أثرياء من قوت الشعب , ولماذا أعلنوا توبتهم, فهل كان دم الشعب قبل هذه الإنتخابات مباحا وأصبح بين ليلة وضحاها من اكبر الكبائر .

أيها الشباب.. يا من جعلتم الجميع يستمع إليكم ويضرب لكم ألف حساب ولو لم تكونوا كذلك لما انقلب المنقلبون , أحذركم من مكر هؤلاء فهم ألذ الأعداء , لأنهم يتلونون بتلون المكان والزمان , وكما كانوا عونا في السابق عليكم، سيكونون غدا كذلك، ولكن برداء جديد , هيهات أن يخدعكم تباكيهم عليكم و أو تمسحهم بكم, فهم ما غير ولائهم إلا لأنهم شعروا بأن الكفة ستتغير , ومثل هؤلاء هم أشد خطرا من أي عدو , فالذي يبيع ولاء 10 سنوات.. من اليسير عليه أن يجعلكم مطية لمآرب جديدة و وان يبيعكم لآخرين تحت مسميات جديدة أيضا.
أيها الشباب لو كان فيهم خيرا فكيف سكتوا على الفساد الذي يتبرؤون منه اليوم, أليسوا بذلك شركاء فيه بالأمس , لو كانوا ناصحين لنصحوا من قبل ولغيروا الأوضاع ولنادوا بإنصافكم خصوصا أنهم كانوا من القيادات النضالية.الأكيد أنهم فاسدون ومتورطون في قضايا كثيرة , وظنا منهم بان مجرد الوصول للبرلمان هي من ستبيض صفحتهم لدى الشباب , الشباب لم تعد تنطلي عليهم هذه الحيل التي يعرفها إبن ذات الخمس سنين .


لكننا نجد تبريرا لهذا في مقولة : دوام الحال من المحال



0 التعليقات

إرسال تعليق