ها هو موسم آسا يسلم أوراقه إلى كتاب التاريخ لينضم إلى سابقيه من المواسم التي تمر سريعا ويمر معها قطار العمر إلى حيث شاء الله أن يصل من الشهور والأعوام ، ويسلم كل منا كتاب عمله بعد أن يطوى صفحاته ، وينتظر اليوم الموعود الذى ‬يبعث فيه من جديد ليلقى كتابه منشورا على يمينه أو ‬على يساره.
هاهو " المولود" يسلم أحداثه إلى ذمة التاريخ بعدما دون ما شاء راصدا ما قمنا به من أعمال إيجابية كانت أم ‬سلبية .
ولما كان هذا الموسم يخص قبيلة أيتوسى كان لابد من التوقف عنده لنرى ونسأل أنفسنا : أين كنا وإلى أين وصلنا ؟ وماذا جنينا لمنطقتنا و لأنفسنا ؟
من حق المواطن ان يتساءل الآن ماذا جنينا من هاته المهرجانات والاحتفالات؟ ولماذا لا نتسابق على احتضان التظاهرات الكبرى التي تتمخض عنها نتائج هامة و تجني منها المنطقة التي تحظى بتنظيمها ميزات تتواصل إلى عدة عقود؟.
صحيح أن ساكنة آسا مجبرة على كسر عقدتها مع الآخر ومجبرة على التواصل مع كل الأجناس، وصحيح أن "قلعة الصمود" مجبرة على فتح ابوابها للأشقاء والتنافس على احتضان هذا التجمع الديني المنقطع النظير، لكن الصحيح أيضا أن لا تبقى آسا بنكا يصرف المال العام من دون أن تجني ثقافيا أوماديا، لأنه مهما حاولنا فلسفة هذه التظاهرات فهي مجرد "شطحة" آنية تنتهي مع حفل اختتامها.
نعم هناك فعاليات وأنشطة توقف أمامها كتاب التاريخ وأفرد صفحاته لها لتدون بسطور من نور ما صنعته القبيلة من إنجاز لم يكن أشد المتفائلين به يتوقعه، وهو الإنجاز الذى ‬أبهر العديدين بتنوعه، وتعاون وتلاحم كل أفراد المجتمع بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية ، حتى صاروا جسدا واحدا وكيانا واحدا، الكل يسبق الفرد ومصلحة القبيلة فوق الجميع ، توحدوا حول أيتوسى وتوارت الرايات والشعارات... لافرق بين أيتوسى الداخل" آسا" أو أيتوسى الخارج " كليميم،طانطان،العيون..." الكل أيتوسي بامتياز رفعوا مصلحة قبيلتهم فوق رؤوسهم ، فكان الإنجاز العظيم الذي أشاد به القاصى ‬والدانى .

لكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــن ما ‬الإنجاز من أعمال بلغت حد القفز على العقيدة بشيئ ما أنزل الله به من سلطان، وما تبع ذلك من مسائل أدخلتنا ‬فى ‬حسابات عديدة صرفت الأنظار عن الطريق المستقيم الواجب السير فيه بسرعة من أجل إتمام الإنجاز ، فتوقفت عجلة التاريخ بفعل ما كان من أنشطة وسهرات مبتدعة معظمها لم يكن له محل من الإعراب، فكانت النتيجة أن ‬جل المواسم مرت دون أن تمنحنا فرصة الاحتفال بالتغيير المنشود بما تحقق على الأرض ، وأصبحنا ننتظر فترة أخرى من أجل أن نتمكن من تحقيق المؤجل ، وهو مايحتم علينا العمل والعمل بجد وإخلاص ، وليس الإعداد لموسم ثان... لأن صناعة الأمجاد لا تكون بالرقص حتى الصباح...

يتــــــبع..



0 التعليقات

إرسال تعليق