تأملت كثيرا في النهاية الهوليودية التي إنتهى بها الحراك الإجتماعي لساكنة الزاك في إطار ما سمي بعملية النزوح الجماعي لآسا،فبعد مراحل مكوكية تم الإتفاق على عودة النازحين نحو بلدتهم الزاك مقابل تطمينات بحل أغلب نقط الملف المطلبي للساكنة.لكن هنا فاحت لدي رائحة السياسة كما العادة في مثل هذه القضايا حيث تدخل أعضاء من المجلس البلدي على الخط ولعبوا دور الوسيط مع السلطات الإقليمية ولو أن هذه الوساطة لم تحل دون توجيه عصي القوة العمومية بجحافلها نحو هذه الحركة السلمية.

إلا أن الطفل ذو الأربع سنوات سيتفطن لهذه العملية المحبوكة حيث أن دخول أطراف عدة على الخط هدفه في الواقع هو أن تتاح لهم الفرصة مرة أخرى للعودة إلى كراسي السلطة والتسلط على رقاب المواطنين واستكمال ما قد بدأوه وقاموا بارتكابه بحقهم من مجازرسياسية  و العبث بمكتسباتهم  الخاصة التي استأثروا بها لأنفسهم وأعطوا لأنفسهم ودون وجه شرعي حق الاستيلاء عليها ،ولو سلمنا بأنهم كانوا يمارسون المعارضة الحالية.

 فالسلطة التي يسعى إليها هؤلاء المنافقون و الذين يراهنون على تزييف الوعي والتضليل هي في مفهومهم القهر والطغيان وتكميم الأفواه وإشباع نهمهم وإرضاء ذواتهم المتضخمة بالأنانية ونزعة التسلط والاستحواذ والحكم بأساليب الدولة البوليسية القهرية التي تسلب من المواطنين كرامتهم وتنتهك عرضهم ومالهم وكل ما يملكون وهم مغلوبون على أمرهم ولا حول لهم ولا قوة وحيث لم ينالوا منهم غير العذاب والشعارات الجوفاء فهذا هو ديدنهم وهذه هي انجازاتهم التي ستظل وصمة العار تلاحقهم أينما حلوا.والتغيير بنظرهم هو أن يكونوا هم دون غيرهم موجودين على رأس السلطة ، لهذا لا يجدون حرجا في الركوب على نضالات الشعب البسيط في كل فرصة سانحة.

صراحة كنت أتمنى أن تكمل المسيرة زحفها نحو الهدف المنشود ،ولو أنني أقدر حجم الإكراهات التي عاناها النازحون سواء من الطبيعة القاسية أو من حيث حجم التكالبات والمكر الذي مارسه من يدعون أن في عروقهم ذرة من "النخوة اتجاه القبيلة وأفرادها" زد على ذلك التعطش الكبير لقوات القمع العمومية للإنقضاض على الحركات السلمية في كل حين.

لكن جميع هذه الإكراهات كان بالإمكان التغلب عليها  فقط بتناولنا نصف ملعقة من الجرأة السياسية،وأخذ الدروس من  مخيم "اكديم إيزيك" خصوصا بأن حمدي ولد الرشيد كان يعلم بنية الساكنة النزوح لكنه تريث التدخل- وهو القادر على ذلك- حتى إستطاع توريط الدولة على جميع المستويات.لكننا على مستوى القبيلة لا يوجد أشخاص بها بمقدورهم التعامل مع مثل هذه الأوضاع بنوع من الحنكة السياسية...وا أسفاه

إن هؤلاء الذين أعطوا لأنفسهم حق الوصاية على أهالينا في الزاك تاريخهم معروف وملفاتهم حُبلى  بالفشل والتآمر والخزي والعار ولا يمكن ان يخدعونا مرة أخرى مهما لبسوا من أقنعة ومكانهم الطبيعي  هو أقبية التاريخ إن لم نقل "...... التاريخ" لمحاسبتهم على ما ارتكبوه بحق البلدة وأبنائها من مؤامرات يندى لها الجبين ولا يمكن أن تسقط بالتقادم!.

لكنني رغم كل هذا أنحني إجلالا و إكبارا لساكنة الزاك على هذه الخطوات الراقية والتي لا ينقصها شيئ سوى الزاد القليل من الجرأة السياسية.



0 التعليقات

إرسال تعليق