العنصرية هي الأفعال والمعتقدات التي تقلل من شأن شخص ما كونه ينتمي لعرق أو لدين أو لجنس مختلف، كما يستخدم المصطلح ليصف الذين يعتقدون أن نوع المعاملة مع سائر البشر يجب أن تحكم بعرق وخلفية الشخص متلقي تلك المعاملة، وأن المعاملة الطيبة يجب أن تقتصر على فئة معينة دون سواها، وأن فئة معينة يجب أو لها الحق في أن تتحكم بحياة ومصير الأشخاص الآخرين .
عند تحدثنا عن العنصرية لا يسعنا أن نغفل أحد مظاهرها الرئيسية والتي تتضح بجلاء لكل من قام بزيارة آسا.
فإذا كان من الأمر العادي أن تنشئ عنصرية قاتمة بين القبائل فيما بينها ..فيقال مثلا "هذا ركيبي" أو "هذا حسني" أو "هذا دليمي" في إشارة إلى تعصب كل واحد لقبيلته الأم....فإن الشيئ الغير عادي هو أن يقوم جل أبناء آسا بالتعصب الفاضح لمنطقتهم وعدم إعترافهم بتاتا بكل أيتوسي لا يقطن بآسا ،فيقولون مثلا **هذا راهو الا أيتوسي من كليميم**أو "أيتوسى ما تخطات آسا" ناهيك على أنه بمجرد أن تطأ قدماك محطة الطاكسيات بآسا حتى ينتشر خبر قدومك لآسا بين عموم الناس ..هذا إن حالفك الحظ ولم يأتوا عندك ليسألوك لماذا جئت *لقلعة الصمود - يظيف أحد الأصدقاء متهكما-
فالعنصرية القبلية البالية  لا تزال موجودة عند بعض ساكنةآسا، إذ ليس هناك من شك في أن الزمن تغير ولكن  هؤلاء الناس الناس لم يتغيروا، فهل "التاريخ يعيد نفسه!!" وهل لا زالت عقلية الماضي تختفي تحت ثياب الحاضر؟؟ تساؤلات أساسية طرحت على مخيلتي بعدما قمت بزيارة خاطفة لهذه المدينة منتصف السنة الماضية..ففوجئت بطريقة تعامل الناس البعيدة تماما عن خصال و مكارم الأخلاق المعروفة دوما عن كبار القبائل الصحراوية.
 مثل هذا التوجه للتعصب القبلي لدى هؤلاء في  آسا هو بلا شك بذرة لمشكلة كبيرة بدأت تتضح معالمها ولا يعرف مداها إلا الله، فنسيج الوحدة الذي تم حياكته على مدى مائة عام، مهدد بالتمزق والتشقق، ما لم يتم الكف عنها في مهدها.
فإذا كان أبناؤنا الذين تربوا في مدن "حضرية"، ولا يعرفون من القبيلة إلا آسا ، أصبحوا يفكرون بهذه العقلية العصبية القبلية فإن من هم أكبر منهم سناً ربما بلا شك أكثر ميلاً إلى اذكائها ونصرتها..والغريب أيظا أن حتى كبار السن في المنطقة أو **الشيب** هم أيظا يشجعون على نبذ الآخر و "اللي ماهو من آسا لا مكان له بيننا".
وكرد فعل مضاد على هذه العنصرية القاتمة من أبناء آسا ظهرت أيظا في المناطق الآخرى التي يقطن فيها أيتوسى مثل كلميم وطانطان _ظهرت_ نكت خاصة حول آسا  ومحاولة الإنجرار وراء إستفزاز أبنائها...فبمجرد رؤية فرد من آسا في أزقة كليميم حتى يبادره الأطفال ب **شكاين أولد آسا البحلاسة** أو **وافين أ الآسيوي** أو **جوج بلايص آسا الزاك** أو **التيحونة المجنونة**.....وهذا السلوك أندد به أيظا وبدون محاباة
صراحة أتمعن في هذا الوضع الحالي الذي كرسته ساكنة آسا وإنساقت وراءه-للأسف- بقية المناطق الأخرى وأنا أتسائل كيف حققت دول كبيرة وحدتها في ظل تواجد المئات من الحساسيات القبلية فيها..أما نحن فلم نقدر على تحقيق الوحدة داخل القبيلة الواحدة أيتوسى في إشارة واضحة منا على أننا بعيدين كل البعد عن مواكبة التحضر والمدنية التي هبت رياحها منذ زمن تليد وكـأننا لا زلنا نعيش داخل الكهوف أو لم ندرس مبادئ التعايش.
فلماذا نسعى نحن أبناء أيتوسى لإقرار تلك العنصرية في حين أن النخب المثفقة الآخرى  طالما سعت لمحاربتها والنهي عنها!! لماذا نتفاضل في المنطقة سواء من آسا أو الزاك أو كليميم، ونتميز في الأحساب والأنساب، ونتقاتل للحمية والعصبية، ناسين أو متناسين أننا من أصل واحد ومصدر واحد؟؟
فبالإلتحام سترقى مناطق نفوذنا وترتقي قبيلتنا  ، وترقى الإنسانية قبل كل شيء، بالتوحد فقط لا بالعنصرية ولا بالعصبية القبلية.
هذه دعوة مني  أقدمها لكم جميعاً لنبذ العنصرية القبلية، بل العنصرية بجميع فروعها وأنواعها، فنحن الآن في عصر الحضارة، عصر الدولة، ويجب أن نطوع القبيلة والأسرة لخدمة حاضرنا كما هو ماضينا المجيد.. وذلك بتعليم أبنائنا وبناتنا نبذ العنصرية القبلية المقيتة والاستعاضة عنها بالوحدة والتلائم فيما بيننا.
مجرد رأي


0 التعليقات

إرسال تعليق