هناك الكثير  ممَن يُصرّح بأن فلسفته في الحياة هي كذا وكذا وكذا، فإذا كان القائل لاعبا يقول أن فلسفته في الحياة هي إرضاء الجماهير وإحراز البطولات، وإذا كان رجل أعمال، ستكون فلسفته في الحياة هي أن يغتنم الفرصة التي تقع أمامه في إحرازمكاسب مالية جديدة لأنها من المحتمل ألاّ تعود، وإذا كان القائل تاجر مخدرات، ستجد أن فلسفته في الحياة هي أن كل شيء في هذه الحياة عبارة عن جهد جهيد لتمرير سلعته دون إثارة شكوك رجال الشرطة، المهم أن لكل امرئ -وإن لم يكن يدري أو لم يكن يسميها كذلك- ستجد أن له فلسفته الخاصة به في الحياة الدنيا القصيرة الفانية.!
ما دام أن لكل ابن آدم فلسفة معيّنة في الحياة، وما دمتُ أنا واحدا من أبناء آدم،فلا بد إذن أن تكون لدي فلسفتي الخاصة في الحياة، ولم لا؟ لستُ استثناءاً قد يحيد عن القاعدة..
لأجل هذا كله بحثتُ في حياتي القصيرة –نوعاً ما- لاستخلص منها فلسفة تعبر ولو نسبيا عن ما يلوح في خاطري اتجاه هذه الحياة، بالطبع لا أفكّر في فلسفة تُسطّرها الأجيال في كتب التاريخ والموسوعات، ولا أن تُدرّس لتلاميذ المدارس في ربوع الصحراء ، مِثل أن تدخل المُعلّمة أو الأستاذة يوما وتقول: اليوم حصتنا عن فلسفة مراسل كليميم في الحياة، فقبل ان تضحكوا من هذا الإحتمال الغريب إطمئنوا فلن يصل الأمر لهذا الحدّ، إلا إذا كنتُ نسخة طبق الأصل من  أرسطو أو أفلاطون، لكان الأمر سهلاً، ولكنني لست كذلك.!
فمعلوم أن جميع الناس في هذه البسيطة ينقسمون إلى قسمين: مُتفائلٌ ومُتشائم.
 المتفائل هو الذي يرى الأمور بنظرة وردية حالمة، يخرج من البيت فيتوقّع أن يجد حقيبة مليئة بملاييين الدراهم، لكن نقول لهذا الصنف" حلم مع راسك"، وإذا كان راكباً سيارته الخاصة يتوقّع أن يكون الشارع غير مزدحم، وأن تضيء الإشارة الخضراء في كلّ مرّة يمرّ بها،و يضيئ الضوء الأحمر خلفه مباشرة معلنا بضرورة التوقف،ولهذا الصنف نقول أيظا " إيوا زدتي فيه ما شي حتى لهاذ الدرجة"، …إلخ، هذا هو المتفائل...
بعكسه تماماً المُتشائم، يعود من العمل وجيبه " ما فيه ريال أحمر" ويتوقّع أن يجد في المنزل عشرة ضيوف أتوا من البلد وسيمكثون معه أسبوعا كاملا، ويتوقع كذلك أن يجد ابنه الأصغر لديه حفلة في المدرسة و " خاصو يعطي للقسم 600 ريال ديال المونادا والكيكس"
يا ترى من أي الناس أنا هل متفائل ام متشائم؟

أحب أن أُذكّركم بأنني لستُ مُتشائماً يرى الحياة بمنظار أسود كئيب، ولكنني دائماً أتوقع الأسوأ، وهذا أعتبره نوع خاص من التفاؤل، إذا حدث فعلاً ووقع هذا الأسوأ، لا أتفاجأ كثيراً، وإذا لم يحدث، فـأقول دوما كم أن هذه الحياة جميلة ورائعة.
لأجل هذا كله أصبحت أشكّ في أي مصلحة تنقضي لي بسلاسة ويسر، فـهذه لابد أنها تحتوي في طيّاتها مصيبة ما قادمة، كانت تواجهني المتاعب في كل خطوة أخطوها، على الرغم من أنني لم أكن أبحث عن المتاعب، بل هي التي تسعى نحوي، يقول الشاعر الألماني (fulholm bush) في بيت شعري جميل:
- لا أحد يشتري الفئران .. الفئران تهرع من تلقاء نفسها إلى دارك.!
كلّ هذا جعلني أرفع شعار: توقّع الأسوأ، فـهذه هي واحدة من فلسفاتي في الحياة، قد ترونها عبارة عن حماقة من النوع الجديد، ولكنها تجعلني أعيش دوما في سعادة وحبور، ولدّي والحمد لله " خنشة" لا بأس به من الفلسفات الحمقاء سأوافيكم بها يوم ما، أما الآن سأدعكم أصدقائي تقولون "وا بسيكا هاذ مراسل كليميم...اللي شاف شي يقول الله يستر"
تحياتي..



0 التعليقات

إرسال تعليق