تعليق الصورة: بعد نشري لتهنئة بمناسبة عيد الحب جاءت كالعادة بعض التعليقات الرافضة لذلك... إخترت منها هذا التعليق للأخت hija del sahara

كلما إقترب  عيد الحب ، او عيد القديس فالنتاين - 14 فبراير-، تبرز بعض الدعوات خصوصا ممن يسمون أنفسهم ""علماء المسلمين" فحواها حث  الشباب والفتيات الى تجنب المشاركة بمثل هذا الاحتفال ، كما يدعون اصحاب المحلات التجارية ، الى عدم عرض رموز هذا العيد في محلاتهم ، ويطلقون  عليه من الاوصاف ، ما يخيل الى من يقرأ هذه الدعوات  ، ان هولاء الشباب والشابات ، يحتفلون بعيد استقلال اسرائيل أو يحرضون على هدم الكعبة المشرفة.
أود أولا إبداء إحترامي الكامل للدعوات المناهضة  للاحتفال بهذا العيد وبالطرق السائدة في مجتمعنا ، لا بل أضيف إلى ذلك رفضي لبعض هذه المظاهر ، التي لم تعد تتلائم مع ثقافتنا وعاداتنا ، وقبل كل شيء مع اوضاعنا الاقتصادية ، التي جعلتنا نركض وراء رغيف الخبز ، فكيف بشراء هدايا لعيد الحب ؟ لكن الأمر يدعو إلى التفكير بشيء من التأني والروية...
 للوهلة الأولى يخيل لنا بأننا  شعب محافظ " داخل سوق راسو"، لا نتقبل السماح بمظاهر العشق والغرام ، رغم إفتناننا باغاني العشق والغرام لإليسا واشعار التغزل لنزار قباني  التي ندندن بها صباح مساء في الحمامات ودورات المياه...حتى أصبح كل فرد عربي أو مسلم منا يعرف من خلال مطربي بلده وأضحى الآخر   ينسبنا الى اتفه المطربين بدلا من اوطاننا وعظمائنا ، كما قالت الكاتبة الجزائرية المبدعة ، احلام مستغانمي ، حيث يعرف الجزائري بانه من بلد المغني الشاب خالد ، بدلا من بلد عبدالقادر الجزائري او المليون شهيد ، ويعرف اللبناني بانه من بلد هيفاء وهبي ونانسي عجرم ، الى اخر ما سيهب علينا من حسب ونسب .
قد يخيل للقارئ في موقفي هذا أنني أعتنق ديانة العم سام او أدين بالولاء لقساوسة روما...لا وألف لا، أنا مواطن أنهل من قيم المحافظة الشيء الكثير ، لكن ذلك لا يمنعني من أن  اشتري يوما وردة حمراء او غير حمراء كهدية لحبيبتي ،رغم أنني لم أسمع بهذا العيد الا في زمن متأخر .
 ما يثير إنتباهي بخصوص عيد الحب هو ما يروج له كثير من مشايخ الإسلام  من أن هذا اليوم هو عيد للنصارى والمسيحيين رغم أن الواقع يشهد بأن الأمر،والكل  يعرف أسماء المناسبات الدينية المسيحية بأكملها ، والتي لم تكن منها أبدا هذه المناسبة ، فهي ليست عيدا دينيا تعطل فيه تلك المدارس ، أو يتوقف فيها العمل بالمؤسسات العمومية ،بل  إن هذه المناسبة هي فقط ذكرى لقس ، كان يقوم سرا بعقد زواج الشباب والشابات ، خوفا من بطش الحاكم الروماني الوثني الذي منع الزواج خلال الحرب ، بعد ان اكتشف ان الجندي الاعزب ، اكثر صبرا وجلدا في الحروب من الجندي المتزوج ، وما كان يقوم به صاحب المناسبة هو الحلال بعينه ، وليس الفحشاء كما يروج لها فقهاء الفراش المبجلين...
 فالزواج كما نعلم الذي هو ثمرة حب صادق، هو نصف الدين ، وهو السلاح الرادع للفحشاء ، وما فعله هذا الرجل القس  ، وضحى بحياته من اجله ، بعد اعدامه من قبل الحاكم الروماني بسبب هذا العمل ، هو الفضيلة بعينها ، فلماذا نجعل من هذه المناسبة ، دافعا لاتهام المسيحيين والمحتفلين بالعيد  بالشرك والكفر والرذيلة ، وما ذنب هذا الرجل ، إن تفنن الناس في الاحتفال بذكراه ، ومارسوا تشويه المناسبة ، من خلال ممارسات لا تمت لها بصلة ، كما شوهوا العديد من المناسبات الدينية .
 ففي عيد رأس السنة الميلادية مثلا ، كانت تقام الصلوات ويحيى القداس ، فاصبحت اليوم مناسبة للسكر والسهر والاحتفالات الماجنة .
 جمعت لكم جملة فتاوى على شبكة الأنترنت تحرم الإحتفال بهذه المناسبة أقتطف لكم مقاطع منها وأترك التعليق لكم :
يقول أحدهم:
 " كما اننا نعتب عتبا كبيرا على من يتاجر من المسلمين برموز الاحتفالات بأعياد الكفار باستيرادها او تصنيعها، كالذين يتاجرون بالزهور وتوفيرها في ذلك اليوم على صفة مخصوصة، او أصحاب محلات الألعاب وتغليف الهدايا، فإن متاجرتهم تلك ببيعهم ما يساعد على الاحتفال بأعياد الكفار ويتخذ ذريعة اليها، لا ريب انه من التعاون على الإثم والعدوان والمشاركة في نشر عقائد الكفار "
ويقول " شيخ " آخر:
" انه لا يجوز للمسلم ان يقبل أي إهداء او طعام صنع لمناسبة عيد من اعياد الكفار ".

أكيد أن مثل هذه الدعوات والنداءات الفقهية فيها  دعوة للانعزال والتقوقع والتزمت،وضرب للإعتقاد بأن الإسلام دين تلتقي فيه الحضارات وتمتزج فيه الثقافات ، وبالتالي على المسيحيين ان لا يشاركوا اخوتهم المسلمين في رمضان ، تبادل دعوات الافطار ، أو التهاني بمناسبة مختلف الأعياد الدينية .
 ان ما يجري في عيد الحب ، هو آني ومحدود ، فلو تجولت في كل ربوع المغرب مثلا، لن تجد من يحتفل بهذا العيد ، وبتلك المظاهر التي ذكرت ، الا فئة محدودة ، من الميسورين والمنعم عليهم ، وفئات اخرى قليلة العدد ، لأن كثيرا من المناسبات اصبحت طبقية ، لفئة انعم الله عليها ، وان شارك بها اخرون" الفقراء" ، فلن يتعدى الامر تبادل الرسائل الهاتفية أو كارطبوسطالات " ، وهي ليست بتلك الظاهرة التي تهدد تدين المجتمع أو إستقراره ، كما توحي جل تفسيرات شيوخ الظلامية ، وليس كل من يقوم بها سيء النية ، واذا اردتم البحث  عن مظاهر لإنتشار الفاحشة ، فلن تكون هذه المناسبة" عيد الحب" ، التي تأتي ليوم واحد في السنة ، كرمز للمحبة والتضحية ، بل فتشوا عن تلك المظاهر في كل دقيقة وساعة... فالواقع شاهد على نفسه من ممارسات عنوانها الفساد والرذيلة بأوصاف لا تمث بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد ومع ذلك يستمر تبجح هؤلاء الفقهاء علينا.

رجــــــــــاء لنحترم ثقافة الآخرين...

0 التعليقات

إرسال تعليق