لم أكن يوماً معجباً بصديق الملايين على حد قوله " الداعية"  عمرو خالد، وهنا أتساءل إن كان لقب “داعية” أصبح “فخرياً” على شاكلة " الشيخ" أو " العلامة" ُعطى لكل من أصبحت له شعبية بين الناس في أمر الدين حتى وإن لم يكن عالِماً به..!

كما أنني لست مُتابِعاً لبرامج الفتاوى على الهواء، ولكنني شاهدت بعض الحلقات والبرامج بقدرٍ كافٍ لأتفقّه في الدين وأحظى أيضا بلقب " الداعية مراسل كليميم"...رغم أن الكثيرين لن يقبلوا إعطاء هذا الوصف لمن يدين بالولاء في أفكار كثيرة " للكافر" كارل ماركس...

لن أدخل في تحليلٍ شخصيات دينية تفرض علينا إحترامها، لكنّي سأدخل في ظاهرة “بزنس التلفزيون” التي انتشرت بشكل كبير بعد فشل قنوات المسابقات التي تشاهد فيها فتاة " محترمة جدا" تنتظر أحداً ليتصل ليشارك في المسابقة “التافهة” حيث يزداد الوضع سوءاً في بعض القنوات عندما لا يتصل أحد للاشتراك في المسابقة، فتبدأ الفتاة “التي تتكلم مع نفسها” برجاء المشاهدين أن يتصلوا بالبرنامج.. مستعملة الجسد الجميل وعبارات " الواوا" الرقيقة التي تختصر المسافات.. .

إذن.. فالنتيجة إلى الآن، فشل “بزنس” المسابقات و “بزنس” المسجات، فكان لابد من الاتجاه إلى أنواع أخرى من “البزنس” فظهرت قنوات الدعوة الاسلامية التي جذبت جمهوراً هائلاً في الدول العربية، ولكن ما بُنِيَ على باطل فهو باطل وسأقتيس لكم هنا تحليلا جميلا لأحد المدونين أخد خيرَ مثالٍ على هذا “قناة الناس".”.

بدأت قناة الناس البث بداية عام 2006 بشعار جميل ألا وهو” قناة الناس.. لكل الناس” حيث أنها لم تكن قناة اسلامية بحتة في البداية، فقد بدأت ببرامج مألوفة كتفسير الأحلام وإعلانات الزواج ولقاءات “مدفوعة” مع مرشحي الانتخابات البرلمانية بالاضافة إلى برامج استشارية عامة، لم يكن بينها برنامجاً اسلامياً أو برنامج فتاوى واحد أبداً.

فشلت القناة في الوصول إلى أعين جميع مشاهدي الفضائيات فقررت تغيير سياسيتها وفلسفتها بناءً على أساسيات “إدارة الأعمال”، فكان توجهها إلى شعار " الإسلام هو الحل"...”.

أصبحت قناة الناس قناة إسلامية، وغيرت شعارها إلى “شاشة تأخذك إلى الجنة”، وتعاونت مع كبار شيوخ السلفية الذين ملكوا شعبية لا بأس بها آنذاك.

صاحب القناة رجل أعمال سعودي، كما أن لكل رجل أعمال “مدير أعمال” فقد كانت “السلفية” مديرة أعمال رجل الأعمال، فأوكل أمر القناة إلى الشيوخ الثلاثة الذين صمموا ديكورات القناة بما يتناسب مع أفكارهم، وتم على إثر ذلك منع العنصر النسائي من الظهور على الشاشة حتى ولو كُنَّ محجبات.

إذن فقناة الناس ما عادت “لكل الناس” كما بدأت.. بل اتجهت وبشدة اتجاهات غريبة بدأت بتغيير شعارها إلى “شاشة تأخذك إلى الجنة”.. أتساءل إن كان زمن “صكوك الغفران” قد عاد ولكن بحلّة جديدة..!


نجحت القناة ونجح “البزنس” وزادت الإعلانات وزاد إقبال الناس على القناة والآن انسحب السلفيون من القناة، فماذا بعد..؟
هل ستلجأ القناة إلى عمرو خالد وأمثاله لتبدأ “بزنساً” جديداً يتمثل في نشر “الإسلام الجديد” والمرغوب من قبل الكثيرين ؟

ماذا سيكون الشعار الجديد للقناة ؟ هل سيصبح “قناة الله سبحانه وتعالى” اكيد ممكن.

0 التعليقات

إرسال تعليق