مع إستمرار الحرب في غزة..وتزايد بشاعة صور الأطفال الشهداء،كثر" الفاهمون" في السياسة..وأصبح الكل ينظر ويبدي الآراء لابسين ثوب الأكاديمي تارة والشيخ تارة أخرى في مشهد ييبصم على إنحطاط الحد الأدنى من مستوى الوعي السياسي أو الأخلاقي ،وإليكم بعض الملاحظات حول ما إستفزني من المنشورات على صفحات التواصل الإجتماعي طيلة مامضى من العدوان على غزة:

* جل الأصدقاء يقومون بتعويم النقاش عبر إستباق إعلان ما يسمى النصر على حساب الجثت وأشلاء المدنيين- والتي وإن إتفقنا على مسؤولية إسرائيل في سلوكها الفاشي والنازي بإستهدافهم- لكن هذه النرجسية في التحليل تحيلنا على كيفية الترويج لإيديولوجيا معينة - ...- تلعب على دغدغة مشاعر الناس بالمشاهد الدموية..ولو قارنا هذه التجربة بتجربة الرمز جمال عبد الناصر لوجدنا أن هذا الأخير لم يشرك قط الشعب والمدنيين في نضالاته،وكان ينتصر لينقل للشعب هذا الإنتصار..ورغم إقصائه هذا للشعب لكنه بقي في قلوبهم للأبد ويتذكرون له كل الإنجازات رغم أن بعضها كان قاسيا - حرب أكتوبر-...ورغم أن أحفاد جمال البنا حطموا الأرقام القياسية في فتاوى تكفير التجربة الناصرية الخالدة.

*لا يوجد شيء إسمه الحياد..لكن توجد كلمة أكثر دقة عنوانها " الموضوعية"..وهنا تبرز وبرزت في الماضي عبارات تدين الممثل التاريخي لشعب فلسطين- حركة فتح-..حيث إنبرت حماس إلى تكفيرها غير ما مرة..بل والتطاول على رمزها ياسر عرفات،وإنساق العديد منا وراء مسلسل التخوين هذا...لكن بعد أن أبرمت المصالحة عادت ألسنة التكفيريين للدوران من جديد وأصبح الرئيس أبو مازن " أخا" وفتح " أيقونة فلسطين"- الكلام هنا لحماس بعد المصالحة-..فهمتو شي حاجة..
دوما أقول أن لحركة فتح فضل عظيم على فلسطين إذ بحنكة قيادييها حقنت دماء الفلسطينيين،بعد أن عرف تفكيرهم الجيو-إستراتيجي أن اللحظة الحالية غير مواتية تماما لأي تصعيد مع الكيان المحتل..دون أن ننسى طبعا التاريح الحافل للفدائيين في منظمة التحرير عبر عملياتها النوعية حتى قبل ولادة الفصائل الأخرى..ستبقى فتح عرفات الممثل الشرعي الوحيد والأوحد لفلسطين.
* ولأن الكلمة أصبح لها ثمن في لحظات الحرب مقارنة بأيام السلم،فإما أن يكون لك موقف حقيقي مستعد للدفاع عنه ودفع ثمنه كاملا وإما أن تصمت حتى ترى الكفة لمن تتأرجح وتميل معها،وهذه الصفة الأخيرة لم أتعود على لعبها أو حتى محاولة إتقانها..طبعا الأمر سيكلفك الكثير من السباب..لكن مواقف سابقة لي بينت " أي منقلب ينقلبون" - موقفي من سوريا نموذجا-.


0 التعليقات

إرسال تعليق