في أيام الدراسة كنتُ أستخدم أسلوب معين في المذاكرة، يمكنك تسميته اصطلاحاً بـ (المذاكرة الثقافية)، لا أذاكر دروس اللغة الفرنسية على أساس أن الهدف منها هو وضع دائرة حول رقم الإجابة الصحيحة( أو ما يمكن تسميته بالتقمار)، أو الإجابة على أسئلة موضوع ما في امتحان اللغة الفرنسية حتى أحصل على نقطة جيدة، بل الهدف أن أستوعب لغة أتعامل بها مع العالم الذي صار مفتوحاً على بعضه، و لأعرف بها كل ما هو غير مكتوب ومنطوق بـ غير العربية، سواء في الإنترنت أو الفضائيات وغيرها، وكان لدي هدف خفي: هو أن أفهم بها الأفلام الأجنبية بدون ترجمة، ولم أصل إلى هذا الهدف كلياً حتى الآن، وإن كنتُ في الطريق إليه.
أما بالنسبة للجغرافيا – على سبيل المثال – أعتبرها مادة ليس الهدف منها هو معرفة مساحة الفلبين بالأميال المربعة، أو أهم صادرات الهند، وطول سلسلة جبال الهملايا، بل أضع في ذهني أن أعرف عبرها شكل وأبعاد العالم الذي نعيش فيه، أن أعرف معلومات عن دول وبلدان شهيرة.
حتى الرياضيات كنت أتحايل عليها بأن كل الطائرات تحلق بالتفاضل والتكامل، والسيارات تسير بالمعادلات الرياضية، النفاثات تحلّق بقوانين العم نيوتن، لذا لابد من معرفة وفهم هذه المادة التي تنظم عملية دوران كل هذه الأشياء.
وهكذا يمكنك تعميم هذا القانون على جميع المواد، وأعتقد أن هذا الأسلوب يخفف بعض الشيء من وطأة بعض المواد الجافة التي لا يمكن فهمها إلا بترويضها.
ولكن على الرغم كل هذا كانت المذاكرة مملة، ومصيرك يتحدد من خلالها للأسف، وحتى تحتملها وتصبر عليها، الأمر يحتاج إلى أن تتحايل على الصبر نفسه، مثلاً، عند المذاكرة من الأفضل أن تضع هدفاً معيناً يشحن معنوياتك، ويجدد نشاطك، حتى لا تمل الجلوس لـ الاستذكار، وليكن الهدف الذي ترغب في تحقيقه، حتى أن البعض يكتب اسم هدفه في ورقة ويضعه أمامه كلما جلس للمذاكرة، وينظر إليها بين حين وآخر، لـ يشحن بطارية معنوياته عندما يحس بـ الضجر، والأهم من ذلك يجب أن تضع في ذهنك أن تذاكر لـ تصبح محل تقدير من الناس هذا الحافز قد يجعلك تجتهد أكثر، وحتى إن لم تأت الأول، فقد أديت واجبك واجتهدت، وما يحدث بعدها يخضع لـ قانون القسمة والنصيب.
0 التعليقات
إرسال تعليق