بعد عدة رسائل بعثها للعديد ممن يهمهم الأمر..فكانت  " رسالة إلى ساكنة الصحراء"  ، "رسالة إلى الموظفين" نأتي اليوم لبعث "رسالة إلى الطلبة" لعلها تصل في القريب العاجل على طريقة البريد المضمون.
أعزائي الطلبة،
هي أيام إذن وتنطلق الإمتحانات في عدد من المواقع الجامعية بعد نهاية فصل دراسي حافل بالعديد من المحاضرات والدروس المقررة بهذا الخصوص.
وقد يتسائل العديد منكم عن مفاتيح النجاح في الجامعة-خصوصا الطلبة الجدد- فتجدهم ليلة الإمتحان يرتجفون خوفا أو ترقبا من القادم الجديد عليهم بعدما ودعوا مرحلة الفروض المرحلية والإمتحان النهائي سواء في المرحلة الثانوية أو الإعدادية.
فمرحلة الجامعة مختلفة تماما عن جل المراحل السابقة من حيث طريقة تلقي الدروس أو من حيث تقييم آداء الطالب من خلال الإمتحانات عند نهاية كل فصل دراسي.
سأحاول بهذا الصدد تكوين فكرة مبسطة في ذهن الطلبة حتى نخفف *ولو جزئيا* من هول أو " غول" هذه الإمتحانات على نفسية كل طالب.
مرحلة التحضير للإمتحان:
يعد التهيئ للإمتحان المرحلة الفاصلة بين عملية تلقي المحاضرات و عملية إجتياز الإمتحان النهائي.
فهذه المرحلة تبتدئ من أول يوم دراسي في الجامعة مع أول محاضرة تلقى في أسماع الطلبة وليس كما يفعل الكثيرون الذين لا يبدأون "preparation" إلا أياما قليلة قبل التقويمات فيقلصون بالتالي من معدل نجاحهم في الدورة الدراسية.
أفضل طريقة للتهيئ للإمتحان النهائي هي إعداد ملخص فرعي لكل محاضرة على حدة حتى تكتمل جميع المحاضرات ثم تكوين ملخص نهائي للمادة المقصودة لتسهل علينا بالتالي عملية إستيعابها بدون عناء كبير.
بهذا الخصوص قد يطرح البعض هذا السؤال:

أيهما أفضل، هل الحفظ أم الفهم؟
صراحة الإجابة عن هذا السؤال ليست مطلقة بل تختلف من أحد لآخر وإن كنت أميل شخصيا إلى الفهم في عملية التحضير للإمتحانات خصوصا في مجال العلوم الإجتماعية( ومنها شعبة القانون مثلا) إذ أنني أعتبر أن المقررات الدراسية ليست قرآنا منزلا كي نحفظها عن ظهر قلب بل تكفي عملية فهمها فهما جيدا وإعادة صياغتها بطريقتنا الخاصة بشكل يحقق درجة فهمها. وهذا لا يعني أنني أعارض فكرة حفظ المقررات خصوصا إذا إصطدمت مع أستاذ يعمل بفكرة " أمانتنا ردت إلينا" لهذا وجب الحذر بهذا الخصوص.
وكي أكون منصفا بهذا الخصوص أورد هذه القاعدة الذهبية في الترجيح بين الحفظ والفهم حيث أقول:


"الحفظ حسن،والفهم أحسن،وإذا إقترن الحفظ بالفهم فذاك هو الإدراك"

داخل قاعة الإمتحان .!!
بمجرد دخول قاعة الإمتحان تبدأ دقات قلب العديد منا في الإرتفاع، حيث يصبح الموقف وكأننا أمام "جلسة محاكمة" لمعارفنا التي تلقيناها طوال فصل دراسي كامل.
فلكي تمهد الطريق لإجابة مثالية في ورقة الإمتحان يجب على الطلبة تبديد حاجز الخوف والقلق من أول وهلة لأن التساؤل الذي يطرح نفسه هنا: لماذا الهلع والخوف طالما أننا جئنا للجامعة عن طواعية وبدون أي إكراه مادي؟

إخواني الطلبة، أخواتي الطالبات،

فلنرفع التحدي ولنساير " رياح التغيير" التي هبت على عالمنا مؤخرا، ولنسقطها على يوم الإمتحان ونعلنه " يوم الصمود" أو "ثورة حتى النصر" لنحقق أهدافنا المرجوة وبأعلى المعدلات إن شاء الله.

الإجابة على سؤال الإمتحان:
بعد توزيع أوراق الإمتحان على الطلبة يأخذ الكل قلمه ليحدد مصيره بيده عبر الإجابة عن الأسئلة المضمنة داخلها.
ولضمان إجابة أمثل عن الأسئلة لا بد من إتباع جملة خطوات يمكن إجمالها فيما يلي:
* فهم السؤال جيدا: فكما يقال قراءة السؤال نصف الجواب حيث أن هذه الخطوة تعتبر مصيرية في مسار إجابتنا وذلك لتفادي  الخروج عن الموضوع أو  "hors sujet" وبالتالي تضيع العديد من النقط مجانا ولو بدون قصد.
* وضع تصميم جيد: فخلال دراستنا في سلك الإجازة تمكنا من إنتزاع إعتراف من العديد من الأساتذة مفاده أنهم لا يقرؤون أوراق الطلبة جيدا بل يكتفون بقراءة المقدمة على أكثر تقدير ثم رؤية مدى إحترام الطالب للمنهجية السليمة عبر ثلاثية التصميم(مقدمة،عرض،خاتمة) وبخصوص مبرراتهم في ذلك يقولون أنهم لا يملكون الوقت الكافي لتصحيح 4000 ورقة مثلا في ظرف 5 أيام، وهو تبرير منطقي في نظري رغم أنه قد يكون مجحفا في بعض الأحيان للعديد من الطلبة.
لهذا يجب الحرص على  وضع تصميم نموذجي يحترم ما هو متعارف عليه منهجيا.

لم يبق لي في نهاية هذه الرسالة إلا أن أتمنى لكل الطلبة والطالبات التوفيق إن شاء الله في مسارهم الدراسي، فنحن الآن في أمس الحاجة اليوم أكثر من أي يوم مضي لنخبة قادرة على صنع المستقبل...فبالعلم قد ننتصر على الكثيرين في هذا العالم الشبيه بالغابة المتوحشة.


مع متمنياتي بالنجاح

 مراسل كليميم


0 التعليقات

إرسال تعليق