منذ حوالي ثلاث سنوات تقريبا،ومع إقتنائي لحاسب محمول أصبح يمرّ عليّ الشهر والشهران ولا أجلس قُبالة التلفزيون، صار ضيق الزمن هو المتحكم في كثير من الأمور كما تعلمون،  كنت أحبّ مشاهدة التلفزيون كثيراً، فهو يجمع لك ما بين متعة المشاهدة والاستماع معاً، وقبل أيام فتحت (البارابول)، ومررت بـ زر (التيليكوموند) على قائمة القنوات لأرى القنوات الجديدة، وتقاجأت مما رأيت، هنالك عشرات إن لم تكن المئات من القنوات الجديدة كليّاً قد نزلت واحتلت مكانها في الفضاء الواسع العريض، إلاّ أن كثير منها لا يرقى إلى مستوى قناة، وقد لاحظت وجود عدد من القنوات ليس بها شيء سوى فتاة ترمي بشعرها ذات اليمين وذات الشمال وهي تبتسم في بلاهة وبلادة، وتسأل المشاهدين أسئلة غبية يستطيع أي قرد أن يحلّها إذا وفرّتَ له ثلاثة قطع من الموز الاستوائي، والغريب أن معظم المشاهدين المُتصلين لا يعرفون حلّها، وأحياناً يظل اللغز سبعة أيام بلياليها ولا يعرف حلها أحد... ما هذا السخف؟ فـهذا إما أن يدلّ على أننا أغبى الشعوب في الكون، أو أن هذه القنوات محتالة وتستخف بعقولنا، وأعتقد أن هذا هو الذي يحدث.!
ألاحظ كذلك أن هنالك وفرة في المسلسلات هذه الأيام خصوصا المسلسلات التركية والسورية، صارت كثيرة، أكثر من قدرة المشاهد على متابعتها، وقصصها متكررة، تشاهد أول حلقة وتستطيع أن تتنبأ ببقية الحلقات حتى الأخيرة، ولست أدري لماذا يُصرّون حتى الآن على المسلسلات ذات الثلاثين حلقة، فهي طويلة، ولا يستطيع متابعتها سوى ربّات المنازل، ولا أعتقد أن شخصا عاقلاً يستطيع أن يتابع ثلاثين حلقة بدون أن يتخطى واحدة، ولا أدري لماذا لا يخترعون نظام المسلسلات ذات الخمس حلقات، أو العشرة على أكثر تقدير، إذا دخلت البساطة عالم المسلسلات فـسيريحوننا كثيراً...
أنا شخصياً لا أتابع أي مسلسل، ولكن هنالك من يهمهم الأمر، فـبالنسبة لهم ستكون قصيرة ويمكن متابعتها بسهولة، وغير ذلك تكون الأحداث فيها كثيفة وغير واضحة ولا يكثر فيها كاتب السيناريو من الكلام الذي الغرض منه حشو الحلقة بقدر الإمكان، ففي اليابان أحسّوا بأن الزمن لا يسعفهم لسماع أغنية طويلة، فاخترعوا نظام الأغنية ذات الدقيقتين، نعم دقيقتان فقط أو أقل، هذا هو كل ما يملكه الياباني ليُسمع نفسه شيئاً ما، ولكن عندنا هنا، تجد أن الفتيات(و حتى الفتيان ) يتابعن سبعة مسلسلات في اليوم على التوازي، كيف يفعلون هذا؟ والله أعلم...وكي تكتمل السهرة لا مانع من سماع الأغاني على شاكلة " شخبط شخابيط".
كنت أيظا أحب مشاهدة الأفلام الأجنبية على التلفزيون، ولكن المُشكلة هي كثرة الإعلانات، فليس من المعقول ولا من المنطق السليم أن يعرضوا إعلان مدته خمس دقائق بعد كل ربع ساعة في فيلم مدته ساعة ونصف! أحياناً أكون مُندمجاً مع أحداث الفيلم، فيقطعوه عليك ليأتوا لنا بإعلان عن محلّ لبيع البيتزا في دبي أو أداة للحلاقة في نيويورك، ولكن هذه أعتبرها ضريبة أن تكون القناة مجانية حتى تستطيع أن تغطي نفقاتها ومصروفاتها...
عموماً أتمنى أن نسمع كل يوم بقناة جديدة نزلت إلى الخدمة ولكن على أن تكون مفيدة للجميع.




0 التعليقات

إرسال تعليق