حين كنا صغارا في مراحل التعليم قبل الجامعي قبل أن نعرف طريق القراءة لكبار الكتاب والصحفيين والأدباء، لم يكن لدينا حصيلة لغوية كافية تعبر عما يجول بخاطرنا وما يعتمل في أنفسنا من مشاعر وأحاسيس لحبيب نريد إرسال كلمات رقيقة له، أو قريب أوحشنا غيابه في سفر، أو إبداء رأي في نقاش سياسي قد يثار هنا وهناك ...
ففي المرحلة الثانوية كنا نلجأ للكتب الجاهزة التي كانت تباع في تلك الفترة وتحتوي على نماذج جاهزة لخطابات في موضوعات شتي ننقلها كما هي دون عناء يذكر، ولم نكن بالضرورة نفهم الكلام الفخيم الذي تزخر به مثل تلك الكتب، ولا كنا نهتم بمعرفة المعاني بل علي العكس كنا نبحث عن الكلمات والعبارات ذات المعاني الغامضة التي توحي بغزارة العلم وسعة المعرفة وتعدد الثقافات..
 مصدر آخر من مصادر المعرفة «سابقة التجهيز» كان أساتذة اللغة العربية – خصوصا في ثانويتي باب الصحراء - في تعبيراتهم المبتكرة وصياغاتهم المتفردة نكررها كالببغاوات بمناسبة ودون مناسبة.. أتذكر ذلك الزمن الجميل البرئ وابتسم كلما تذكرت ما كنا نردده آنذاك بكل ثقة في النفس على الرغم من أننا " نقلناه" حرفيا ونسبناه لنا...
أما الأن والحمد لله بدأت تتشكل في ثقافتنا بوادر القدرة على التعبير عن مخيلتنا بكل تجرد وفصاحة بإستجماع مختلف المعارف التي كنا نبحث عنها.

0 التعليقات

إرسال تعليق