بعد أن عبرت عن وجهة نظري بخصوص الأوضاع في سوريا في مقال صغير،يبدو أن ذلك لم يرق الكثيرين من الأصدقاء على صفحات التواصل الإجتماعي أحيانا لمبررات موضوعية وأحيانا كثيرة يتم شتمي بأقبح النعوث بدون مقدمات.
في الوهلة الاولى عقدت العزم على ألا أرد عليها ،لكن يبدو أن سكوتي عن الرد هذا فهم منه على انه تراجع مني على موقفي و نجاح تلك التعليقات في دحض الإفتراءات التي ظننت أني نجحت في ترويجها....لكل هاذا كان لزاما توضيح مجموعة من التداعيات التي تمخضت هنها ككل هذه النقاشات.
في
البداية أود التأكيد على المسائل التالية ::-
* أنا مع رفض الفوضى والعنف أي كان مصدره وكذلك التعسف والإرهاب أي كان
نوعه سواء كان من قبل النظام السوري أو من
المجموعات المسلحة، ، وانا على اقتناع تام بضرورة احترام
كل أشكال العمل السلمي الديمقراطي الحضاري .
* موقفي الداعم للرئيس السوري بشار الأسد لم يكن موجها ضد تضحيات الشعب
السوري و ثورته الشبابية الشعبية السلمية التي هي ثورتنا جميعا ونعتز بها أيما
اعتزاز .
* كما ولم يكن هذا الدعم موجها ضد هذا الشعب العظيم الذي نتمنى له كل
التوفيق ليكون رجل هذه المرحلة الحرجة داعيين الجميع للتعاون معه وعدم جعله كبش
فداء أو جسر عبور إلى حقبة تاريخية لاحقة تستفيد منها بعض القوى الإمبريالية .
* كلنا نعرف حق المعرفة بأن التغيير المنشود طالما أنه يهدف لإيصال
رسالة للقوى السياسية والاجتماعية الفاعلة في المجتمع وإلى الوسطاء الدوليين رعاة مبادرات
السلام بكون التغيير يأتي من الشعب وإلى الشعب.
* لست مع التطرف يسارا أو يمينا ولا مع المكايدات التي لا تخدم قضايانا
العربية والإسلامية وأفضل التحليق بعقلانية وواقعية وموضوعية مع كل العقلاء بما
يحقق الأهداف المثلى للجميع ، حيث ليس من المنطق القول بأن كل الوسائل
الديموقراطية السلمية فشلت أو سقطت .
* إن الأصوات التي نشاهدها يوميا عبر شاشات التلفاز لا تعني في أي حال من
الأحوال نسبة السخط والنفور من النظام الحالي أو أنها راضية على التوجيه الغريب
للثورة من قبل جهات خارجية ، فمن الناس من لديه تعاطف شخصي مع الرئيس بشار الأسد ومنهم من كان شغوفا به بل
هناك من كان " ما يحمل فيه الشعرة" لكن بعد إتضاح المؤامرة ووقوف الرئيس
ضدها أعرب عن تأييده له في حقبة تاريخية
غير مأسوف عليها والبقية الباقية هي أصوات تم حشدهم لتوفير غطاء إعلامي لشرعنة ما يسمى
بالثورة ضمانا لدعم الهيآت الدولية.
ثم
أعود إلى الموضوع السابق وأقول: إن ماحصل في
سوريا من أحداث فعل ورد فعل شيء يؤسف له وكان نتاج لأخطاء وتجاوزات اشتركت فيها
جهات كثيرة – ومنها النظام السوري- تمثلت في بعض الاختراقات وأججت لها التهديدات
والحشود العسكرية الاستثنائية التي سبقت موعد الحلول السياسية والاستفزازات
ومحاولة حشد المواطنين بالترغيب والترهيب، وساهمت المكابرة المتبادلة وسواها من
السلوكيات والأفعال الغير مسئوله في توتير الأعصاب ومعالجة الخطأ بالخطأ.
ومع
استنكاري لما حصل من سفك دماء بريئة إلا أنني لا أقبل بتشويه صورة رموز المقاومة
والممانعة خلال الحملة الإعلامية الظالمة الموجهة ضدهم في بعض وسائل الإعلام
والتصريحات والمقالات التي يستشف منها إعادة إنتاج الخطاب المستهتر بقضايا أمتنا
العربية والمعادية لأي تحرك طالما أنه سيلهينا عن قضية العرب والمسلمين المركزية
وهي تحرير فلسطين من دنس اليهود الظالمين وهو نفس الخطاب الذي ضل سائدا منذ
اتفاقية سايكس بيكو.
صراحة
لم أستغرب حين سمعت او قرأت بعض الشتائم التي صدرت عن أناس عهدت فيهم دوما صفات التعالي وعدم القبول بالآخر ، لكن الغريب
أن تأتي من أناس يفترض أنهم من النخبة المثقفة ، فمثلا أحد الأشخاص في الفيسبوك من
قلعة الصمود والتحدي يسمي نفسه "شباب
التغيير" قال لي بالحرف أنه : إن لم تلاحقني الجماهير فإن التاريخ لن يغفر لي...
أقول
لهذا الشاب الذي يحلم بمحاكمة جماهيرية لي ، أليس رأي كل واحد منا حق شخصي له يا فضيلة الشاب لا يجوز إرغامه عليه
أو منعه منه أو توجيه فكره؟ وهل تناسيت أن التغيير الذي تهلل به ينطلق من حرية الأفراد
في التعبير عن آرائهم بكل حرية.
ثم
تأتي إحدى الاخوات من الزاك ( ج.ب) تقول لي وبكل آداب ولباقة أن الثورة السورية
ستسير إلى مبتغاها المنشود رغما عني مستشهدة بما يقال بأن " القافلة تسير
والكلاب تنبح" لكن هذه الأخت
المحترمة جدا نسيت أو تناست ان العرب أيظا
قديما كانوا يقولون في حق أمثالها "
لطالما عض البعوض جسد الخيل الأصيل..لكن رغم ذلك يبقى البعوض بعوضا والأصيل
أصيلا"
وهل
تعتقدين أختي بأن العنف سينتهي بمجرد سقوط
سيادة الرئيس؟
ألم
يسقط الرئيس الليبي سابقه ومع ذلك تستمر السيارات المفخخة في الإنفجار حتى الأمس
القريب؟
وحول
كل ذلك وسواه أجد نفسي مضطرا لطرح بعض الأسئلة على من يقومون بالحملة الإعلامية ضدي
على صفحات الفيسبوك:
1 – إذا كانت ساحات ثورة التغير في تونس
ومصر قد تطلبت جيشا كبيرا من العساكر والبلطجية
لحماية أنظمة الحكم آنذاك عند اللزوم وبمجرد مرور شهور قليلة منذ انطلاقها سقطت
كالهشيم .. فكيف تستكثرون على الجيس السوري دفاعه عن المواطنين الذين لم يخرجوا
إلى الساحات مطالبين بإسقاط النظام كما تظنون بعد مرور أكثر من سنتي من العنف المسلح دون جدوى.
2- ما هي المعايير لديكم في تمييز
العمل الإرهابي من العمل الثوري إذا كان قاسمهما المشترك استخدام السلاح عند
الضرورة ؟ مع فارق الكم والنوع .
3 – ألا تروا بأن ما يحصل حقيقة وليس خيالا
لا يستحق كل هذه الزوبعة إذا قارناه بما حصل في جميع الدول التي عرفت حراكا شعبيا كبيرا ؟ ثم لماذا لم تشيروا من قريب أو بعيد
لعناصر القاعدة والجماعات الإسلامية الإرهابية التي قتلت في العراق واليمن
والجزائر والتي لا تعرف إلا الذبح والتقتيل وإنتهاك أعراض الأبرياء؟
وفي
الختام ولكي نخلق شيء من الثقة المفقودة بيننا أنصح بضرورة التخلي عن العقلية الشمولية
والاستفادة من دروس التاريخ فشباب آسا معروفون في الجامعات على أن لديهم أكبر نسبة
في الصحراء من طلبة التاريخ لذا فلا أظن أن هناك صعوبة في تشريح ما حمله التاريخ
العربي من دسائس في حق أمتنا العربية .
مع تحيات مراسل كليميم
0 التعليقات
إرسال تعليق