الحضارة أوالتحضر غير مرتبطين بمستوى المعرفة أو الرفاه المادي أو
التقدم التكنولوجي،بل إن هذا المعطى يتجاوز ذلك بكثير ليلامس تفاصيل بسيطة قد
يستهان ببها لكنها تعطي مؤشرا دقيقا عن تحضر الشعب والدولة من عدمه.
سنحاول هنا سرد أحد ابسط علامات التحضر وهو معايير أو درجات عنونة
الأزقة أو الشوارع في مدينة ما...
تخيل
وأنك في بيت في أحد أحياء كليميم أو آسا ولا داعي لأن يكون مثلا شارع الخرشي أو
تيحونا وحاصرك " السراريك" و اتصلت بالشرطة أو الدرك بعد أن أسعفك الحظ
وتمكنت من معرفة الرقم وكان حظك أوفر بعد أن ردوا عليك والحظ كل الحظ أن إستجابوا
للنداء وتوجهوا إليك،كل هذا وأنت محاصر
والوقت يمضي مسرعا،لكن المشكلة ستبرز هنا عندما يسألوك عن عنوان بيتك ؟ماذا سيكون
ردك؟
أكيد ستقول مثلا: " أنا فشارع الخرشي " حدا الصاكة ،ورا
السويقة،عند الجامع ،بعد الحفرة على الطريق الغير معبد ،هناك ستجدون الزنقة اللي
مقابلة مع العطار ادخلوا معها ستشاهدون " الجوقة" الخ. !!!!
إلى متى سنبقى بلا عناوين؟و إلى متى سنبقى غير مفعلين لها؟مادام
عندنا أسماء أعلام من مجاهدين و أعلام وشخصيات تاريخية بل وحتى مشاهير على غرار
جميع الدول ؟ ونتخلى عن أسماء حتى كتابتها نعجز عنها مثل:شارع بوعسيرية، ،فران
باهنين...
ومن إيجابيات أسماء هذه الأحياء الشعبية أنها يمكن أن تبقى راسخة في أذهان السكان حتى لو
تغيرت تسمياتها إداريا،فمثلا شارع 30 بكليميم معروف لكن إن قلت لأحد أين يقع شارع
المقاومة أكيد لن يعرف مع العلم بأنه هو نفسه شارع 30 لكن بتسمية رسمية .
لكن العناوين تقع مسؤوليتها على السلطات ويجب تفعيلها وترسيخها في أذهان
الكل من سلطات إدارية ومواطنين،قد يرجع عدم تمسك البعض بأسماء الشوارع التي تفرضها
السلطات المحلية إلى الأمية السائدة في
معظم الشعب أو عدم تعميمها عبر وسائل الإعلام المتاحة ويرجعها البعض إلى عدم
تداولها بشكل كبير وبالتالي تخلى عنها المواطنون بسرعة لصالح الأسماء الشعبية
المتعودة "كرحبة الطين" و الدلالات" و " دوار التير" الخ
... ومع أن هذه شوارع أصبحت معروفة وأرغمتنا على تسميتها بهذه الأسماء نظرا
لتداولها بشكل يومي نظرا لارتباطنا بها أو ببعضها إلا أنه داخل أي حي ولو كان في
آسا فلا تستطيع أن تعطي أي عنوان صحيح لأحد إلا بذكر مؤسسة معروفة أو شخصية مرموقة
أو حتى شجرة أو حمار إلى غير ذلك.
مرة سألني أحد أصدقائي الشماليين عن بعض أسماء الأحياء في كليميم
ونحن نهم بمغادرة شارع غاندي بالدار البيضاء وكان متوقعا أن تكون لهذه الأسماء
دلالات على الصحراء من قريب أو بعيد؟ضحكت داخليا ولم أشأ أن أفضح مدينتي وقلت له بكل
ثقة هناك " حي الرجا في الله" و "الهدمة" و "
الفيلا".أكيد
أن صديقي لم " يقشع" شيئا في هذه الأسماء...
أكتب هذا وكلي أسف على ما قامت به مؤخرا مصالح البلدية عندما قامت
بتعميم اسماء على أحياء وشوارع لا تمث بصلة لكليميم لا من قريب ولا من بعيد،فما معنى
مثلا أن تطلق على إحدى الشوارع المعروفة إسم " شارع دبي" !!!!
ما الذي يجمعنا بدبي حتى نسمي شارعا كناية
عنها،" علاه ما يسموها "شارع أم لعويتكات ويهنوا روسهم"
هذا
بحر من فيض، ولو شئنا أن نعدد مظاهر انعدام التحضر لما كفتنا آلاف السطور. ولعل التوسع في الاهتمام
بالشكليات أدى إلى استغلال المعاملات من أجل تربية حضارية،وهنا اتذكر قول أحدهم
أنه يفضل أن يعلم ابنته كيف تمشي في
الطريق على الإلحاح في اللباس الإسلامي وشكله ولونه وطوله وعرضه ودرجة لمعانه
(لمعان الملابس والتصاقها بالجسد عندهم، دليل على الدعارة وسوء الخلق والميل
إلى الفتنة"
2 التعليقات
شركة عزل خزانات بجده
شركة تنظيف مجالس لجده
شركة رش مبيدات بجده
مكافحة صراصير المطبخ
شركة رش مبيدات بأبها
شركة تنظيف بأبها
شركة تنظيف شقق بأبها
شركة تنظيف فلل بأبها
شركة نقل اثاث بجده
شركة تنظيف بالمدينه المنوره
شركة تنظيف فلل بالمدينه المنوره
شركة نقل اثاث بجدة
شركة عزل اسطح بجدة
شركة الصفاء للخدمات التنظيف
شركة تتنظيف بمكة
شركة تنظيف فلل بمكة
شركة تنظيف خزانات بمكة
شركة مكافحة حشرات بمكة
شركة رش مبيدات بمكة
شركة عزل اسطح بمكة
شركة الصفاء للخدمات التنظيف
شركة تنظيف بالطائف
شركة تنظيف فلل بالطائف
شركة تنظيف شقق بالطائق
شركة تنظيف خزانات بالطائف
شركة رش مبيدات بالطائف
شركة مكافحة حشرات بالطائف
شركة نقل عفش بالطائف
شركة نقل اثاث بالطائف
شركة الانوار للخدمات التنظيف
شركة تنظيف بجده
شركة تنظيف شقق بجده
شركة تنظيف فلل بجده
شركة تنظيف خزانات بجده
إرسال تعليق