قال الشاعر:


      اذا كان الطباع طباع سوء ***** فلا أدب يفيد ولا أديب


عدة سنوات من عمل مدونة تيحونا سابقا وآسا بريس حاليا  ،صار فيها

 المتتبع العالمي بأكلمه والمغربي خصوصا ملما بموقع آسا  الجغرافي ولم

 يعد يخلط بينها وبين جزر الموريس أو طاطا... و أصبحت وجوه رجال

 ونساء البلدة  تعرف أن لها مكانا في خريطة هذا العالم الواسع...


طيلة هذه الفترة ظل "ويكي" كما يحب مناداته  جل من عرفوه يحث على التمسك بالمبادئ التي يعتبرها مفتاح إشعاع رفاق الأمس واليوم والغد، والتي لا يسمح بتجاهلها مهما كانت الظروف. سجل له التاريخ أنه كان  حريصا على التمسك بالحياد والدقة والموضوعية  والبحث عن السبق الصحفي الجاد.
مر الرجل  بمراحل حرجة تم إتهامه فيها  بالانحياز لأطراف دون أخرى... تعرض أحيانا  للسب والشتم الغير مباشر، وكتب عدة أعضاء في مجموعته  رسائل تشكو عدم مصداقيته وقلة توازنه  أثناء تغطيته لنشاطات سياسية أو إجتماعية  وتمت قرصنة حساباته الشخصية مرارا وتكرارا ثمنا لمواقفه المعلنة.
وفي كل هذه المواقف بدا " ويكي" واثقا من نفسه من جهة  ومتفهما لمواقف الآخرين من جهة أخرى الذين لا يريدون سماع ما لايرضيهم عبر منبر يعد فريدا ورائدا في نقل أخبار البلدة " قبل أن تبرد"، مرسلا إشارات  بأن أي مواقف معادية له  هي من صميم   معاناة مهنة المتاعب،بل  وزاد هذا الضغط عليه  من إصراره على متابعة تغطية كل شاردة وواردة  في المنطقة  بنفس الوتيرة، مع مراعاة  جميع الآراء صالحها وطالحها دون رقابة أو مصادرة للرأي.
لن يستطيع أحد في هذا العالم أي يقنعنا بأن ويكيليكس الصحراء أشعر قراءه يوما بأنه مدير صفحة بيروقراطي يسيرها  بشكل ديكتاتوري دون أخذ آراء الأعضاء  بعين الإحترام .شخصيا أشهد له   بالواقعية والتواضع...وأنا الذي إختلفت معه في مواضيع وآراء عديدة،لكن ذلك لم ينل من قناعتي هذه بأن الرجل فعلا يستحق التنويه.

ولأن للنجاح ضريبة غالية يستخلصها أعداء الحرية هواة الصيد في المستنقعات المتسخة،راجت بعض الشكوك مع بروز أحداث العنف التي تلت مقتل الشاب رشيد الشين ، ذهبت حد إتهام مؤسس صفحة " ويكيليكس آسا" بالإرتداد عن خطه التحريري ،سيما وأن المجموعة تقوم بما بما يحلو للبعض تسميته بتشخيص متجدد مجاني وبدون عناء للسلطة حول فكر ابناء البلدة ودرجة رضاهم أو سخطهم عن أحوالهم وبالتالي القيام بدور أشبه بدور مركز دراسات للسلطة ، وأعطت هذه العملية ثمارها غير ما مرة من خلال نهج سياسة إستباقية قبل تنفيذ ما كان يخطط لجزء كبير منه على هذه الصفحة...
بعد تكاثر هذه القراءات والشكوك لوحظ تغيير مؤخرا على مستوى الخط التحريري للصفحة من خلال فرض رقابة قبلية على مشاركات الأعضاء من طرف إدارة الصفحة ممازاد معه يقين مروجي تلك الإشاعات بصحة الإفتراضات والشكوك السابقة خصوصا بعد إرتكاب أكبر خطأ في تاريخ الصفحة وحذرت منه شخصيا في حينها وطلبت حذف المناشير الخاصة بها بعد ترويج أسماء لمتعاونين مع السلطة من أبناء القبيلة يبيعون في لحوم أبناء عمومتهم...
غريب فعلا أمر بلدة آسا...تفني جزءا هاما من عمرك في سبيل خدمة حاضرها وماضيها، وفي لحظة واحدة تتحول وبقدرة قادر من مناضل شريف إلى عميل و جبان ومتماهي مع السلطة،أوصاف في حق الأستاذ ويكيليكس أشمئز حين قرائتها،وأصبحت أتمتم في نفسي" لماذا أيها المراسل التافه تغيظ عندما تشتمك بعض الأصوات الشاذة من ىسا والتي لاتعبر بالضرورة عن الراي الجمعي للمدينة، وأنت القاطن خارجها،ويكي إبن البلدة ولم يشفع له ذلك فما بالك وأنت الغريب عنها"
أخيرا ،أعلن تضامني الكامل واللامشروط مع ويكيليكس الصحراء " آسا بريس" ،لأنه كما يقال " اللي كال لعصيدة باردة يدير أيديه"...سنرى قدرة الصفحات البديلة التي تم إنشاؤها مؤخرا على تطوير روح التواصل بدون إرتدادات ...الرجل لسنوات كان يسبح في بحر من المواضيع الملغومة التي  تساوي بعملية حسابية بسيطة شهورا من السجن  إن لم أقل سنوات ،و آنذاك لن ينفعه لا أنا ولاغيركم يا شباب البلدة " المثقف"...
لا يمكن في لحظة واحدة أن نضرب عرض الحائط عديد التضحيات التي قام بها ويكيليكس في سبيل بلدته ونجاحه في كسر طابوهات عديدة كانت من المحرمات تناولها محليا ...
فعلا الموقف اليوم صعب،ولكن أتمنى شخصيا أن لا تهتز صورة الرجل أمام أبناء بلدته كيفما كانت المبررات لأن في زماننا هذا مهما كانت مبادئك صلبة سيأتي يوم تحس بفقدانك لهذه العذرية المبدئية ولنا تجارب عديدة في هذا السياق لأناس كانوا نبراسا للنضال وفي الأخير تجدهم في صف من كانوا ينتقدونهم مرار...
 بروح تدوينية عالية دمت لنا ودمنا لك  أخي آسا بريس


0 التعليقات

إرسال تعليق