قبل أن أبدأ: الليالي التي يتحرر فيها القلم ، هي الأصدق ..
منذ أيام أو بالأحرى أسابيع  .. لربما أكثر ، لكنّ حتماً ليس بأقل ، و أنا أفكر بالكتابة لكنني أظنّ أنّ القلم تجمد بحبره مع هذا الشتاء البارد فبتُ لا أتُقن أي شيء... حتى الكتابة !
في كل مرةٍ أفكر أن أكتب شيئاً ، لا أملك الجرأة لأمسك قلماً أظنّ أنني سأقف عاجزا أمامه ، وليس هناك من إنسانٍ سويٍ يكره أن يرى نفسه عاجزاً أمام أبسط الأمور أو حتي أصعبها.
كُنت أريد أن أترك شيئاً عن
 الكذب... النفاق.. ...رفاق المصلحة... لكن صدقاً يستهوينى الصمت .
ولأنّ الوقت دوما يُسارع في الرحيل ، ولا أريده أن يرحل وأشياءٌ كثر تخنقني 
.. قررتُ أن أترك هذه الأحاسيس كمبعثرات هنا علها تُسعفنى إن قررت العودة للكتابة بتفصيل أكثر...


الكذب :

بالرغم اننا مجتمعات دينية يغلب عليها الفكر الدينى وفوبيا الإنتقام الإلهى من الكاذبين، إلا أن الكذب فى حياتنا يجرى مجرى الدم لنتجرع الكذب والغش والتضليل أكثر من أى شعب من شعوب العالم لا تسجد ولا تقترب من سجادة صلاة ...

ماذا يُكلف المرء لو عاش صادقاً ، ماذا يُكلفه لو عاش عارياً .. عارياً عن كل هذه الخصلة السيئة !
الكذب دلالة عن ضعف بشرى فى القدرة على المواجهة وتحمل النتائج... وعندما تعترى الإنسان هذه الحالة فالذى يردعه هو حالة رفض مجتمعى لسلوكه ليمكن ان يقلل من حجم كذبه وإفتراءه، ولكن هناك كذب أخطر من ممارسة الكذب على الآخرين وهو أن يكذب الإنسان على ذاته  أي يتعمد ذلك لدوافع منها " باش يعيق على الآخرين" أو " يدريبلي المتلقي بكذبه".

النفاق:

للمرة الأولى منذ سن الطفولة أجد فى نفسى الشجاعة الكافية للقول بأن الصلاة عند البعض " لا تنهى عن الفحشاء والمنكر" كما ورد في إحدى آيات القرآن الكريم ،لأنني في الآونة الاخيرة كنت أجد نفسى مضطرا لمشاهدة ممارسات وأعمال تنهل من قاموس النفاق الديني الشيء الكثير...
و النفاق  يعني أن يظهر الشخص عكس ما يضمر ،وأن يكون لسلوكه هذا سبب وغاية يختلفان عن سلوك المجاملة.
ولقد خرجت من تجربتي القصيرة في الحياة بتصورات جديدة عن مجتمعنا هذا الذى نعيش فيه والذى يحتم على المرء أن يبدى قدرا مماثلا من النفاق، حتى وإن كان من داخله مختلفا معه تمام الإختلاف . لكن على رأي أحدهم " إيلا بغيتي تعيش"؟؟؟

رفاق المصلحة:

ما أكثر الناس الملتفين حول الإنسان الناجح والذين يدعون الصداقة معه على الحلوة والمرة ...في حين أنهم لا يشاركونه إلا في الحلوة دون المرة، ذلك أن المرة يكون زمانها قد ولىّ وانتهى منذُ أمدٍ بعيد وضاق الناجح مرارتها وحده فقط , إنهم أصلا يبحثون عن مصالحهم الخاصة فقط لا غير!!
وأصدقاء المصلحة كثيرون جدا والأصحاب الطيبون من النادر أن نعثر عليهم ، لذلك الأصحاب الحقيقيون لا يمكن تميزهم ولا يمكن بيعهم بسعر الذهب أو الألماس فهم بحق لا يقدرون بثمن...
كثيرا ما يوصف المتلوّنون من البشر بانهم تزيّوا بزيّ الحرباء حينما تقتضي مصالحهم الذاتية ان يسلخوا جلدهم ويلبسوا جلدا اخر وفق تغيّر الاحوال وتبدل المآل لتمرير رغباتهم والحصول على مكاسب مادية او معنوية على حساب الضمير...



إلى كل إنسان إضطر لأن يرى  للناس وجها غير وجههم الحقيقى بكل حسرة...
إلى كل من عانى نظرات الناس وتعليقاتهم الساخرة والهجومية جراء عدم مجاراته لهم فى منافقة المجتمع ...

إلى كل إنسان إحترم ذاته ...وأكمل المسير ...

" كل عام وأنتم جميعا بخير "


0 التعليقات

إرسال تعليق