الحق في  الكسل: 


كتب ذات مرة لافارج،زوج إبنة كارل ماركس كتابا يهاجم فيه عبادة العمل جعل عنوانه " الحق في أن تبقى كسولا".
إنطلق لافارج في كتابه هذا من حث الإنسان على إستعادة ذاته الطبيعية  وترك مكان العمل أو الدراسة الكئيب...لا لشيء إلا للجلوس فقط مع الإنسان الذي في دواخل كل شخص منا...الإنسان الذي تمر عليا أيام وشهور دون أن نجلس معه أو نتحدث إليه،رغم أنه أقرب الناس إلى ذاتنا.

 أصاب بالتعجب الشديد  وأنا أرى طلبة زملاء لي مثلا " ما عندهم من الهم كون لقراية" حيث تجد لديهم قدرة غريبة  على الجلوس في الخزانة الجامعية مدة 6 أو حتى 8 ساعت متواصلة  وإلتهام الكتاب تلو الآخر، وأنا الذي أصاب بدوار شديد في رأسي عندما أتجاوز الساعتين من القراءة في اليوم!!!

أكيد لو كان "لافارج" حيا في عصرنا هذا ورأى حجم الدراسة هذا لقام بتأليف كتاب آخر يعنونه ب " الحق في ان تبقى جاهلا"...

دروس سياسية:

كل واحد منا جديد في السياسة ويريد فهمها على المستوى الدولي لا بد أن  يكون درسه الاول " الصراع العربي الإسرائيلي"،ثم يلي ذلك دروس آخرى من قبيل " الحرب الباردة" و " حرب الجولان"،الحربين العالميتين ونتائجها"...

سيكون من ضمن الفروع الأساسية لهذه الدروس مادة عن " مصطلحات الهزيمة" يتعلم فيها المتلقي مصطلحات لم أعي شخصيا معناها إلا في مراحل متقدمة من قبيل " النكبة" و " النكسة" و " حرب الإستنزاف" وغيرها من مصطلحات تتكرر في كتب التاريخ دون أن يعرف الكثيرون معناها.

قبل أكثر من ستين عاما  كان الدرس الأول للعرب يحمل إسم النكبة...فماذا تعني كي تعم الفائدة:

النكبة: هي كلمة عربية تعني لغة المصيبة وأطلقها الفلسطينيون على ما ألم بهم إبتداء من الخامس عشر من ماي 1948 عندما قام اليهود بتنفيذ حملة تهجير وإبعاد قصري للفلسطينيين من ارضهم ومصادرة مزارعهم جبرا  والسيطرة على حوالي 77% من مساحة فلسطين المحتلة 
.
النكسة:  نكسة 1967  أو حرب الأيام الستة كما يطلق عليها ،هي حرب نشبت بين إسرائيل من جهة  وكل من مصر وسوريا والأردن  من جهة أخرى عام 1967، انتهت بانتصار إسرائيل واستيلائها على قطاع غزة والضفة الغربية وسيناء  المصرية وهضبة الجولان السورية.

حرب الإستنزافأو حرب الألف يوم كما أطلق عليها الإسرائيليون..والاستنزاف هو مصطلح أطلقه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر  على الحرب التي اندلعت بين مصر وإسرائيل على ضفتي قناة السويس .

كانت حرب الاستنزاف, بحق, هي حرب المعجزات لأنها استمرت ثلاث سنوات ونصف متواصلة, تلقت فيها إسرائيل ضربات موجعة من الجيش المصري الذي ظنت, بغرورها, أنها قضت عليه نهائيا قبل ستة أيام فقط من استرداد الجيش المصري قدرته على المواجهة وعلى النصر بمساعدة من الخبراء السوفييت...

الإخوان وفتيخ الجوان:

في تقريرين متزامنين لقناة bbc و صحيفة newyork times عن إستفحال ظاهرة التدين الإسلامي في العالم العربي،حيث تناولت القناة الأولى إنتشار" زبيبة الصلاة" على جباه الشبان بعد أن كانت حكرا لزمن مضى على جباه " الشيب" ( الزبيبة هي تلك الدائرة البارزة على جبهة الشخص من أثر السجود)...أما تقرير الصحيفة الأميركية فتناول تفسيرا لكثرة تداول كلمة " إن شاء الله" على ألسنة الفتيات والشبان،فما أن تسأله مثلا " شحال فالساعة" يجيبك الكثير منهم ب" هادي ... إن شاء الله!!!!".

زبيبة الصلاة عند البعض لا تخفي آثارا أخرى في جباه الكثيرين تركع على أواني الخمور والفساد،وترديد عبارة إن شاء الله لا يحجب عنا أو يصم آذاننا على الكلام " الزين" الذي نسمعه كل يوم من أفواه الفتيات والفتيان من قبيل "......."  حشمت نقول لكم شي مثال ...

التكفير:

نسمع كثيرا هذه الأيام عن موجة تكفير تعم العالمين العربي والإسلامي أبطالها من يسمون فقهاء وعلماء للأمة،بل تجاوز الامر ذلك أشخاصا عاديين يتلذذون بتكفير الآخر دون سند شرعي.

وقد تحدث عن هذه التجربة الشخصية بجلاء التكفيري المصري عبد الله نهرو الطنطاوي الذي بدأ تجربته بتكفير الناس الذين يرتكبون آثاما من نوع : الصلاة في المسجد - لأن الحكومة هي من بنته-،أو مشاهدة التيليفزيون لأن فيه افلاما خليعة ،أو حمل بطاقات الهوية" لا كارط" لأن فيها صورة ومن المعلوم هنا حرمة الصور!!!"...ثم توسعت مهارات هذا الرجل التكفيرية كما يرويها بعدا إعتقاله حيث قال في مذكراته:


" ذات مرة بدأنا النقاش في الزنزانة بعد صلاة المغرب مع سجناء آخرين معنا وكنا ستة أشخاص،وحين جاء موعد صلاة العشاء كنا قد كفرنا بعضنا البعض وصلى كل منا العشاء وحده!!".

0 التعليقات

إرسال تعليق